هيا يا رفاق إلى مكارم الأخلاق

لحمدلله وكفي وسلام وصلاه علي النبي المصطفي سبحان من حث علي مكارم الأخلاق في الكتاب وارشد العالمين إلي طريق الهدي والصواب فرشد إليه من رشد وتاب إلي الله من تاب وتولي من تولي وسلك طريق المشقة والعذاب وتخبط في الفحش والفجور والعري والسفور والصعاب فحسن الخلق من أعظم الصفات و أجملها لذا جاء النبي ليسموا ويرتقي بالأخلاق لان الأمم إذا ذهبت أخلاقهم ذهبوا وهلكوا فجاء الرسول  ليضمن بقاء الأمم والأخلاق فقال  { إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} رواه البخاري من حديث أبي هريرة صدق رسول الله  وحسن الخلق كما قال عبدالله بن المبارك هوطلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الاذي (رواه الترمذي )وكان النبي احلي الناس خَلقاً وخُلقا قال تعالي {وإنك لعلي خلق عظيم }صدق الله العظيم وعن أبي الدر داء  قال قال رسول الله 
{مامن شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وأن الله يبغض الفاحش البذيء {صدق رسول الله  البذيء هوالذي يتلكم بقبيح الكلام ورديئة وعن أبي هريرة قال سُئل رسول الله  عن أكثر ما يُدخل الجنة قال حسن الخلق وعن ما يُدخل الناس النار فقال الفم والفرج رواه الترمذي وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله  يقول {إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجه الصائم القائم } رواه أبو داود وهذا جزائهم وهذه منزلتهم فأين أنت ,الم تشتاق إلي أن تكون مثلهم طيب النفس والأخلاق فهيا هذه دار النعم تطيبت وتزينت لمن طلب ولا تكن كالجحود الجهول الذي تولي معرضاً عن حورها وحريرها يلاالعجب وأبي الرجوع لربه وراح يجري خلف الفواحش والفجور كأنه لص هرب وترك الفؤاد معلقا بالوهم يشد الرحال إلي التعب وتعلق قلبه المفتون بالدنيا وأصبح يهوي السفاهة والسخافة والطرب فأفق من الوهم وارجع فربك لمكارم الأخلاق قد وهب واسأل ربك في ذلاً وفي خشوعاً حسن الخلق وأن يصرف عنك الغضب , وحسن الخلق من أجمل الصفات وأحلها وأفضلها وأجره يوم القيامة عظيم وكفاه يوم القيامة أن من حسن خلقه كان اقرب الناس من رسول الله يوم القيامة فعن جابر قال قال رسول الله  {إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة احاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة لثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون}قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون رواه الترمذي وقال حديث حسن والثرثار هو كثير الكلام بلا فائدة والمتشدق المتطاول علي الناس بكلامهم ويتكلم بملء فيه تعظيماً لكلامه والمتفيهق هو الذي يملاْ فمه بكلامه ويتوسع فيه تكبراً وإظهاراً لفضله علي غيره فيامن أطلق اللسان والفم كبراً هل تطيق علي بعد الرسول يوم القيامة طرفاً فمابالك إن ابتعدت عنه أبدا وأبغضك دهراً أقول لك عذراً فأنا لاأستطيع علي بعده صبراً فهيا شد الوثاق وأركب خيل السباق وانطلق إلي مكارم الأخلاق ودعك من الثرثرة والتشدق والتفيهق وجع جعت الأبواق ودعك من الفحش والفجور والزيغ والنفاق واقتدي بأخلاق الرسول وأحسن الصحبة والرفاق وتخلق بأخلاق من كان خلقه القرآن لتسعد بأخلاقه في الدنيا والاخره وأخيراً أسئل الله إيماناً ندرأ به الشرك وهدى ندرأ به الضلال وحسن خلق ندرأ به البزاءه والفحش والفجور والغضب وصلي الله وبارك علي صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم النبي الهادي الأمين .